البحوث القانونيةالقواعد العشر

القواعد العشرة في تمييز القضاة من واقع أحكامهم وضبوطهم

خذها قاعدة – القواعد العشرة في تمييز القضاة من واقع أحكامهم وضبوطهم:-

  1. يتفاوت أصحاب الفضيلة القضاة في كيفية إدارة الجلسات ، ولا أعني هنا اختلاف القضاء العدلي عن قضاء الديوان في أن الأصل في القضاء الأول أن يكون الترافع مشافهة ، وفي القضاء الثاني كون الأصل في الترافع مكتوباً ، وإنما أعني بالضرورة القضاء العدلي ، لكون القضية إذا كانت مبنية على الترافع المكتوب فلا أثر مهم – يمكن الحديث عنه ـ في إدارة الجلسة للقاضي ما دام أن الحكم قد يصدر من دون سماع ما لدى الطرفين شفهياً.

  2. إنما التفاوت الذي أعنيه في القضاء العدلي ، فسببه راجع إلى عدة أمور : منها نفسية القاضي وطبيعته الجبلية ، وهو يؤثر في إدارته للجلسة ، فالقاضي الغضوب ليس كالقاضي الهادئ في إدارته للجلسة ، والقاضي العميق في أسئلته على الخصوم ليس كالقاضي الذي يبادر الخصوم بالأسئلة، ومنها العوامل المؤثرة في سبب التقاوت ملازمة القاضي، فالطالب يتأثر بأستاذه سلبا أو إيجابا في الغالب، فليس الطبع غلاباً في كل حال .

  3. قوة القاضي وفطنته تظهر في استطاعته توجيه القضية حسبما يريد، ولذلك فالمحامي الذكي هو الذي يستطيع أن يوجه القاضي الوجهة التي يكسب بها القضية إذا كانت ملتبسة.

  4. إذا تقرر هذا : فإذا رأيت القاضي يأذن للخصمين بتبادل المذكرات عدة جلسات بلا إنتاج ، وإنما بكلام مكرور، فيمكنك ـ إن كنت صاحب حق – أن تقرر بأنك تكتفي بما قدمت ليتولى القاضي توجيه القضية وسماع البينات أو حتى الحكم فيها ، فأنت تعين القاضي إذا لم يظهر منه الحرص .

  5. إذا رأيت القاضي يحرص على سماع الدعوى والجواب شفاهةً ، فكن على حذر، ولذلك فاستعد بمذكرتك المكتوبة ، واطلب من فضيلته ضمها في المعاملة، وله حق تلخيصها أو الإشارة إليها، ولكن : يجب عليه ضمها في المعاملة وفق ما نص عليه نظام المرافعات . )

  6. قاضي المتميز هو الذي لا يغفل المرافعة الكتابية والشفهية و يجمع بينهما ، فيأذن للخصوم بتقديم مذكراتهم الكتابية، وله حق حذف غير المفيد والحوشي من المذكرة، والتوسط في هذا أن يكون الترافع في بداية القضية مكتوباً

  7. إذا اطلعت على الصك أو الضبط ورأيت الضبط مليئاً بكثرة أسئلة القاضي في جلسة واحدة ، ورأيته كذلك يحيط بجوانب القضية من خلال الكتابة إلى الجهات ذات العلاقة، ورأيت جلسات التقاضي مرتبطة بعضها ببعض، ورأيت القاضي استوفي البينات ، فهذا القاضي المتميز التي في الغالب لا تخطئ أحكامه ، ولذلك يفضل أن يكون الأصيل حاضراً مع المحامي في الجلسة التي يظن أن يوجه القاضي عدداً من الأسئلة للخصم فأحياناً يقتضي المقام أن يكون الجواب في الجلسة نفسها، وقد لا يسمح القاضي بطلب الاستمهال دائماً حتى لا تتعطل القضية.

  8. اشتهر بعض القضاة في عدد من المحاكم بتقريب المواعيد بحيث يكون بين الجلستين يوم أو يومان أو أسبوع ، وهذا ليس بالضرورة إيجابياً ، وتفصيل ذلك : أن عدد من القضاة بسبب ضغوط المرجع قد يضطر إلى تقريب المواعيد بلا ثمرة لتكون أقصي مواعيده دون ثلاثة أشهر، لكن القاضي الذي يقرب المواعيد رغبة بلا رهبة ، وللتقريب ثمرة ، فتلك نعمة سابغة ، وهذا التقريب يقطع الطريق على المتلاعبين بالتعطيل.

  9. القضاء صنعة ، ولا يكتسب بالعلم والفقه ، وإنما هي من الأدوات التي تعين القاضي في أحكامه ولذا فالتميز يظهر في تمييز المدعي من المدعى عليه، وتوجيه البينات ، وقطع حجة المحكوم عليه ، ومناقشة حجج المحكوم عليه في تسبيبه للحكم، وتميزه كذلك يظهر بسلامة اللغة ، ووضوح المعنى ، ودقة العبارة ، وبعض الصكاك لها هيبة حين تقرأها.

  10. قوة القاضي تظهر كذلك في عدم استسلامه الملاحظات قضاة الاستئناف بسهولة، وزكاء القاضي يظهر من خلال أولى جلسات التقاضي حين يعرف أن أحد الطرفين سيحكم له، ولذا فليس القاضي المميز بكثرة أحكامه، وإنما التميز يكمن في تأييد الأحكام من محكمة الاستئناف من المرة الأولى أو الثانية ، وأختم بأن بعضاً من المدعين قد يحفظ القضية حتى يغادر القاضي مكتبة القضائي ، وبعضهم إذا أحيلت القضية إلى دائرة القاضي فيسكت عنها، ثم يقيم قضية أخرى بعد شهر لتحال إلى دائرة قضائية أخرى ، فإذا ثبت هذا: فإن شخصية القاضي مؤثرة في مسار القضية من بدايتها إلى نهايتها ، ولا يمكنك تصورها وفهمها إلا بالترافع عنده .

زر الذهاب إلى الأعلى