ثقافة قانونية ومسائلة〖23〗نصائح
1- من واقع اهتمامي بالشأن الاجتماعي ، وبعيداً عن القانون رأيت أن ثمة تقصيراً كبيراً وخطيراً في أهم مرحلة من مراحل الرحلة الزوجية وهي مسألة السؤال عن الخاطب ، وسأكتب في هذا الموضوع سلسلة من التغريدات لعلها تساعد الفتيات وذويهن في اختيار الكفء من الرجال …
2- لقد جرت العادة أن الفتاة تُخطَب من قبل الشاب وأسرته ، ولكن ليس من العيب أن يخطب ذوو الفتاة زوجاً صالحاً لابنتهم ، ولنا في قصة صاحب مدين مع موسى عليه السلام ، وقصة عمر وبنته حفصة مع أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم خير قدوة وأسوة .
3- الزواج عبادة قبل أن يكون عادة ، والعبادة تتطلب النية الصالحة ، ولو قدّمت الفتاة وذووها النية الطيبة في اختيار الزوج لكانت حرِية بالتوفيق ، ولايعني ذلك أن تنس نصيبها من الدنيا ، لكن أن تقتصر النية على الماديات فتلك مظنة الفشل .
4- من المهم أن يُعرف طريقُ الخاطب ليسهل السؤال عنه ، والطريق المجهول مخوف ، وطريق الخطابات ، وتطبيقات الإنترنت حِطَابةُ ليل في صيف مظنة الثعابين ، ولو نجح مرة فقد فشل ألف مرة ، والجواهر الغالية لاتعرض في سوق الخردة.
5- إذا جاء الخاطب ف ” الكلمة التي تستحي منها ابدأ فيها ” فليُفصح الوليُ عن كل مايريده ، وليس من الحكمة أن يؤخر شرطاً أو طلباً أو وصفاً ثم يبديه قبيل مجلس عقد النكاح ، فتلك مظنة سوء الفهم ، فابدأ بكل ماتريد أن تبوح به ، وأهمها ” أريد معلوماتك لأسأل عنك “فإن تردد فالسلام ختام .
6- السؤال عن الخاطب لايصح أن يكون ممن شهادته مجروحة ، ومن الغباء أن تُسألَ الأم أو الأب وحتى الأخ عن ابنهم الخاطب ، بل يسأل زملاء العمل ، وجيران الحي ، وإمام المسجد ، وأصدقاؤه المتزوجون ، والشيخ الوقور ” تويتر ” وأخوانه الكرام.
7- السؤال عن أسرة الخاطب مهمٌ إلى حد ما ، ويسأل الأقارب من الدرجة الثانية فما فوق ، و كذلك يسأل الأصهار والأنساب ، واستقلال الزوجين في بيتهما خفف كثيراً من أهمية حال أسرة الخاطب إلى حد كبير.
8- السفر المتكرر للخاطب ليس علامة سوء دائماً ، فهناك السفر للتجارة والسياحة ، ولكن تكرار السفر لبعض الدول التي يتردد ذكرها في مجالس الرجال مظنة تهمة ، ومن كان سفره نظيفاً فلن يتردد في مناقشة رحلاته مع ذوي خطيبته الغالية عند أهلها …
9- كان السؤال عن الخاطب ينحصر في الصلاة والتدخين ، لكن الحال تغير ، فالسؤال عن الفكر ، والخلق ، والحالة النفسية ، وسجل السوابق وطلبات التنفيذ ، والتعامل المالي ، أمرٌ ملحٌ جداً جداً …
10- لا أقول: لاتزوج من كان فيه عيبٌ مما ذكر ، لكن من حق الفتاة أن تعلم عن كل سلبيات خطيبها ، ثم تقرر قرارها حتى لاتنصدم ، ولا تعود على أهلها بالويل والثبور ، ومن وطيء السريحة عناداً فليتحمل مغبة وطأته …
11- في المواصفات والاشتراطات لابد أن تراعى الكفاءة فيها بين الجانبين ، فاشتراط الاستقامة ، والوسامة ، والوجاهة ، والثقافة ، لابد أن يكون للمشترِط حظاً وافراً منها ، وإلا لكان ذلك يعكس الغرور ، وتعظيم الذات .
12- لكل فتاة شروطها ومواصفاتها الخاصة ، لكن الذي قال ” إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ” يحبكم كثيراً ، حريص عليكم ، بالمؤمنين رؤوف رحيم ، فلاتجعلي – أختي الحكيمة – هاتين الصفتين في آخر قائمتك ، فتندمي كثيراً …
13- الدِّين كله خير ، وهو الخوف من الله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ، والدين هو الذي أمر بإكرام الزوجة ، والإحسان إليها ، وحرّم الإضرار بها وجرّم ظلمها ، فكيف يكون المتمسك به محل تردد منك يامسلمة ؟ .
14- هناك فرق كبير بين المستقيم والمتظاهر بالاستقامة ، والسؤال المكثف متعدد المصادر يبين ذلك كثيراً ، ولا يجوز أبداً أن نحكم على كافة المستقيمين بسبب خطأ واحد منهم ربما متظاهر بصفاتهم ، ومن كان فيه عيب فهذا راجع لتربيته ، وليس لمظاهر التدين الذي فيه .
15- ما أكثر أحدٌ حديثاً معيناً إلا كان مظنة خلل ونقص فيه ، فمن جاء يخطب فليُلحَظْ حديثه ، فإن أكثر من الحديث عن التدين والتنسك فقد يكون خلاف ذلك ، ومثله الحديث عن التجارة والوجاهة ، لأن مجلس الخطبة ليس وقتاً للوعظ ولا للمفاخرة …
16- كل خاطب يرغب في استثناءٍ مبهمٍ في أمر من الأمور المتعارف عليها كالبيت والمبيت ، والإنجاب ، والإعلان ، فهي مظنة لعب ، يريد أن يتحجج به عند المطالبة بكافة التزاماته الزوجية ، فليُستوضحْ منه عن كامل استثناءاته ، وللفتاة وأهلها حق القبول أو الرفض بعد جلاء الأمور .
17- من تُفُرِّسَ فيه عيبٌ صغير وقت الخطبة ، فاضربه بعشرة بعد الزواج ، ومن عجز عن إخفاء عيوبه وقت الخطبة – حيث المجاملة والمداراة – فهو لما بعد ذلك أعجز ، وقل مثل ذلك في حق المخطوبة أيضاً .
18- واقعنا يحكي أن المجلس الأول خطبة ، ثم مجلس ثانٍ مقتضب مخصص للنظرة الشرعية ، ثم مجلس ثالثٌ رسمي للملكة ، وحبذا لو كان بين تلك المجالس جلسات أريحية لشرب الشاي ، أو مشاوير عابرة بين الخاطب وأولياء المخطوبة تذيب ثلوج الجهالة ، وتفصح عن هوية الخاطب ، وشخصيته ، وأسلوبه ، وتعامله .
19- قد تكتشف الفتاةُ عيباً جوهرياً في خطيبها قبل عقد النكاح أو بعده ، فتهاب العدول عن الزواج في تغليبٍ للعاطفة على العقل ، بسبب شراء فستان الزواج ، أو حجز حفلة الصديقات ، ثم ترسم لوحة الفشل بيدها مع سبق الإصرار والترصد …
20- للمرض النفسي أماراتٌ منها : سرعة الغضب ، وعدم التوسط في التواصل مع مخطوبته ، وكثرة النوم ، والتردد في اتخاذ القرار ، وعدم الاستقلالية فيه ، وسوء الظن ، وغرابة الأسئلة ، والبخل بالمال ، والتهرب من المقابلة ، والطعن الشديد في زوجته السابقة ، وتلك علامات لا بينات .
21- لضعف الوازع الديني علامات منها : كثرة السفر للخارج، والنوم خارج المنزل ، وبغض أهل الخير ، وكثرة المكالمات والمحادثات السرية ، وكثرة التحفظ ،. وعدم الوضوح والشفافية ، وجود الرائحة الكريهة بعد السهر ، وتلك علامات لابينات …
22- للانحراف الفكري لدى الخاطب أيضاً دلائل ، منها : التشدد في المسائل الفقهية ، والغلظة في مناقشتها ، التحسس من بعض المصطلحات ” الوطن – ولي الأمر – السعودية – الإرهاب ” عدم احترام الأنظمة ، تكفير الأشخاص ، النقد السياسي ، وتلك علامات وبينات .
23- أخيرا: إفشال الزواج بسبب موقف سخيف ، أو نفثة حاقد، أو نقاش عقيم ، كجهة السفر ، أو مراسم الحفل ، أو خطأ غير مقصود دليل رعونة في العقل ، وخلل في الفهم ، وقصور في الوعي ، وهذا قبيح من الفتاة ، ومن وليها أشد قبحاً …تجاوزوها بارك الله أفراحكم
كتبه المحامي
د. عبدالعزيز الشبرمي