أخبار التنفيذ العاجلعام

كان الزَّمخشري مقطوع الرِّجل

كان الزَّمخشري مقطوع الرِّجل

فسُئل عن ذلك

فقال : بدعاء أمي !

ذلك أني كنتُ في صباي أمسكتُ عصفوراً وربطته بخيط في رجله ، فجذبته ، فانقطعت رجله !
فتألمتْ أمي لذلك وقالت :

قطع الله رجلك كما قطعتَ رجله !

فلما كبرت ، وكنتُ في سفر إلى بُخارى لطلب العلم ، سقطتُ عن الدابة ، فانكسرت رجلي ، ووجبَ قطعها !

[ للمقري التلسماني ، في كتابه أزهار الرِّياض ]

لا شكَّ عندي
أنَّ أم الزمخشري كحال أمهاتنا اليوم ، عندما دعتْ عليه إنما كانت تدعو بلسانها لا بقلبها

وأنها لو عاشت حتى رأت رجل ابنها تُقطع
وخُيِّرت
لاختارت أن تُقطع رجلها ويسلم ابنها !

ولكن الدعاء سهمٌ صائب

وقد يوافق ساعة استجابة حينها ولات ساعة مندم !

لهذا قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :
” لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة استجابة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ”
– صحيح مسلم –

ومما يُروى في هذا الباب :

رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً يده مشلولة ، فسأله عن سبب شللها
فقال الرجل : شُلَّت بدعوة أبي عليَّ في الجاهلية

فقال عمر :
هذا دعاء الآباء فالجاهلية ، فكيف في الإسلام !

اتقوا الله في أولادكم ،

وخصوصاً الأمهات ، لأنهن أسرع للعن والدعاء على الأولاد بالسوء في حالة الغضب !

إذا كسرت البنت صحناً ، قالت الأم : كسر الله قلبك او رقبتك او رجلك !
ماذا لو وافقت ساعة استجابة ، أصحنٌٌ يعدل قلب ابنتك او …..او …. ؟

إذا أغضب الإبن أمه ، قالت له : أشقاك الله !
ماذا لو وافقت ساعة استجابة ، أشقاء عُمر يعدل غضب ساعة ؟!

ولا داعي لسرد كل الدعوات ، فجميعنا نعرفها ، نسمعها في بيوتنا ، وتصلنا أحياناً في بث مباشر من بيوت الجيران ، المهم أن الفكرة قد وصلت !

علينا أن نعوِّد أنفسنا على الدعاء للأولاد لا عليهم ، وما أحلاها من كلمات لو قلناها : أصلحك الله ،
الله يهديك ، ربي يشرح صدرك ، وغيرها من الكلام الجميل الذي نعرفه ويفوتنا في ساعة الغضب أن نردده !

أيها الأبناء : لا تُغضبوا آباءكم وأمهاتكم

أيها الآباء والأمهات : لا ترموا أولادكم بسهام الدعاء ، فدعاء الأبوين قلَّما يُخطئ هدفه !

زر الذهاب إلى الأعلى