Web Analytics
البحوث القانونيةشرح القواعد الفقهية

القاعدة الحادية والعشرون: إذا ضاق الأمر اتسع, شرح القواعد الفقهية

القاعدة الحادية والعشرون: إذا ضاق الأمر اتسع

84- شرح القاعدة

ومعنى هذه القاعدة أنه إذا دعت الضرورة أو المشقة إلى اتساع الأمر فإنه يتسع، أي: تجوز فيه الرخصة والتسهيل، إلى غاية اندفاع الضرورة والمشقة، فإذا اندفعت الضرورة والمشقة التي دعت إلى اتساع الأمر والأخذ بالرخصة والتخفيف عاد الأمر كما كان عليه وهذا ما قضت به القاعدة الأخرى التي هي مكملة لهذه القاعدة، وهي: (إذا اتسع ضاق) أي: وإذا اتسع الأمر لضيق فإنه يعود لحاله الأول، إذا زال ما ادعى إلى اتساعه(1).

85- هل هذه القاعدة بمعنى ” المشقة تجلب التيسير”(2

قال الإمام السيوطي: وبمعنى هذه القاعدة: “المشقة تجلب التيسير” قول الشافعي: “إذا ضاق الأمر اتسع” وقد أجاب بها في ثلاثة مواضع:

أحدها: فيما إذا فقدت المرأة وليها في سفر فولت أمرها رجلاً يجوز محتجاً ب”إذا ضاق الأمر اتسع”.
الثانية: في أواني الخزف المعمولة بالسرجين أيجوز الوضوء منها؟ فقال الشافعي:إذا ضاق الأمر اتسع.
الثالثة: إن الشافعي سئل عن الذباب يقف على غائط ثم يقع على الثوب؟ فقال:إن كان في طيرانه ما يجف فيه رجلاه وإلا فالشيء إذا ضاق اتسع.

76- القاعدة من جزئيات (المشقة تجلب التيسير):

والواقع أن قاعدة إذا ضاق الأمر اتسع يمكن اعتبارها من جزئيات أو فروع القاعدة السابقة: “المشقة تجلب التيسيير” بل إن هذه القاعدة جزء من قاعدة حيث إن بعضهم يذكرها بقوله: (إذا ضاق الأمر اتسع وإذا اتسع ضاق) بل إن هذه العبارة يمكن اعتبارها قاعدتين بدلاً من اعتبارها قاعدة ذات جزأين.

87- من أمثلة وتطبيقات هذه القاعدة

  • ومن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة، فالمدين المعسر الذي لا كفيل له بالمال يرخص له بالتأدية إلى حين الميسرة والمدين العاجز عن دفع الدين دفعة واحدة يرخص له بتأديته مقسطاً(1).

  • نصت المادة 961 من مجلة الأحكام العدلية: ” إذا أتلف صبي مال غيره يلزم الضمان من ماله، وإن لم يكن له مال فينظر إلى حين الميسرة ولا يضمن وليه”.

    ج- جواز قبول شهادة الأمثل فالأمثل، عند فقد العدالة أو ندرتها (2)، لأن التمسك بشرط العدالة في الشاهد مع فقدها في الناس مشقة وعنت تقتضيان الترخيص.

    د- جواز دفع الصائل والسارق والباغي بما يندفع به شرهم ولو بالقتل(3)، لأنه اذا لم نجوز لهم هذا الدفع المشروع حملناهم مشقة هائلة وعنتاً شديداً، وحملناهم على الاستسلام والخضوع للظلمة المعتدين المفسدين، والله لا يحب الظالمين والمعتدين والمفسدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى